تقارير وتحقيقات

محاولة الانتحار المروّعة بأربيل.. انتقادات لاذعة لوسائل إعلام “غير إنسانية”

 

 

تتواصل ردود الفعل على واقعة محاولة الانتحار المروّعة أمام عدسات الصحفيين يوم الثلاثاء في أربيل عاصمة إقليم كوردستان.

وأقدم شاب كوردي من إيران يدعى محمد محمودي (27 عاما)، على إضرام النار في نفسه أمام عدسات الصحفيين، قرب مبنى الأمم المتحدة في أربيل، على خلفية استيائه من ظروفه المعيشية وتأخر دراسة طلبه للجوء خارجاً.

وحمل الشاب قارورة بنزين قبل أن يقوم بوضع المادة على جسده ويشعل نفسه، فيما كان يتحدث لصحفيين في قنوات محلية.

وفور إقدامه على إحراق نفسه، هرع شاب كان يقف بجانبه لإطفاء النار. مع ذلك، أصيب الشاب بجروح خطرة. وتغطي الحروق 90% من جسده، وفق ما أفاد أطباء بمستشفى في أربيل أسعفه إليه عاملون في الأمم المتحدة.

وقالت الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في اقليم كوردستان، إن الصحفيين الذين كانوا يغطون الواقعة، وبدلاً من مساعدته إنسانيا ومنعه من إضرام النار بنفسه إلا أنهم قاموا بتصوير عملية الانتحار بشكل كامل.

وأضافت أن “هيبة الانسان وحمايته وإبعاده عن خطر الانتحار والاحراق واجب انساني ويمليه الضمير الانساني، وبدلا من التغطية والتصوير كان عليهم السعي لابعاده ومنعه من الانتحار”.

وطالبت الهيئة، الادعاء العام في اقليم كوردستان، بالاستعجال في متابعة الحادث وتقديم المقصرين الى القانون، اذ لا يتوجب استعمال الانسان كسلعة من اجل خبر صحفي، معتبرة أن هذا النوع من العمل بعيد عن المهنة الحقيقية للصحافة.

من جانبها، أعربت نقابة صحفيي كوردستان، عن أسفها من “قيام الصحفيين بتغطية الحدث بشكل غير مسؤول”، مضيفة “بدلا من ايلاء الاهمية لخبر الانتحار حرقا، كان يفترض منهم محاولة انقاذ حياة الشخص المذكور وعدم السماح له باحراق نفسه”.

وقالت النقابة في بيان لها إن “هذا الحدث يكشف عن ان الاعلام والصحافة الكوردستانية تبحث فقط عن الاخبار وليس مضمون الخبر وابعاده وتبعاته”.

وأردفت بالقول، “إن لم يكن كذلك، كان من المفترض من الصحفيين والاعلاميين إلقاء المايكرفونات واحتضان الشاب، وكان هذا سيصبح خبرا وافتخارا، وليس ان يحصل أمامهم الحدث وهم صامتون”.

واضافت أن “مجلس نقابة صحفيي كوردستان وفضلا عن التعبير مشاطرة الحزن، يعبر عن قلقه من انتحار الشاب حرقا ويتمنى له سرعة الشفاء”، مبينا في الوقت نفسه “يعبر عن القلق من مراسلي تلك القنوات الذين كان يتوجب عليهم القيام بواجبهم الانساني لان الصحفي قبل كل شيء احترام للانسان والقيم الانسانية”.

في الأثناء، أدانت دائرة الإعلام والمعلومات في حكومة إقليم كوردستان بشدة وسائل الإعلام التي غطت محاولة الانتحار.

وقالت الدائرة إن “وسائل الاعلام التي قامت بتغطية الحدث لم تأخذ بنظر الاعتبار أخلاقيات العمل الصحفي والقوانين السارية وتعليمات حكومة اقليم كوردستان ولم تراع مسؤولية العمل الصحفي”.

وأضافت، “يجب على الجهات المعنية قطع الطريق أمام هذه التصرفات، وعلى الادعاء العام القيام بواجبه بمنع تكرار هذه الاعمال غير الانسانية”.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

إغلاق