تقارير وتحقيقات

“المجرب لا يجرب” تُربك المشهد الانتخابي وسط تكهنات بخريطة سياسية جديدة ومفاجآت “غير متوقعة”

مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، التي تزداد حملتها الدعائية شراسة وسط تصاعد الاتهامات بين الكتل والمرشحين السياسين، وبعد مخاض عسير للعملية السياسية في العراق وما نتج من ظروف معقدة في ظل حكومات تواجه اتهامات بالطائفية والفساد وتمزيق النسيج المجتمعي للبلاد، ينتظر الشارع العراقي بفارغ الصبر يوم غد الجمعة خطبة المرجعية للكشف عن مكنونات العملية السياسية القادمة حول عبارة “المجرّب لا يجرّب”.
 
حيث تباينت ردود ممثلي الكتل السياسية من المرشحين للانتخابات المقبلة حول طبيعة سلوك الناخب حيالهم، وفهمهم لمقولة “المجرّب لا يجرّب”، إلا انهم رأوا فيها رسم خارطة جديدة لمستقبل العملية السياسية ورسالة إطمئنان للعراقيين.
 
وفي هذا السياق قال النائب عن دولة القانون محمد الصيهود إن ” كلام المرجعية بالنسبة لنا خارطة طريق نسيير عليها وليست وليدة اليوم”، مبينا انها “صمام الامام للعملية السياسية”.
 
وأضاف “اننا لا ننسى انها صاحبة الخطوة التي انقذت العراق خلال الفترة التي تشكل فيها الحشد الشعبي المقدس والتي استطاع من خلالها افشال اكبر مشروع تآمري على العراق”.
 
واكد ان “توجيهات المرجعية ليوم غد ستكون خارطة طريق للعملية السياسة وللشعب العراقي التي ينتظر بفارغ الصبر توجيهات المرجعية الرشيدة والتي تصب في مصلحة العملية السياسية”.
 
وتابع الصيهود ان “فكرة (المجرب لايجرب) لا تخدم مرشحين على حساب مرشحين آخرين”، مبينا انها “سترسم خارطة الطريق للعملية السياسية وستوجه بوجوب اختيار الاصلح والاكفأ سيما وان العملية السياسية تواجه تحديات خطيرة ومشاريع تآمرية تحتاج الى توجيهات المرجعية”.
 
واستطرد قائلا، ان “فكرة المجرب لايجرب قاعدة تاخذ معاني عدة جيدة منها وسيئة، حيث ان الجيد لايحتاج ان نجربه ثانية، أما السيء لايجب ان نسوقه مرة ثانية وعلى هذا الاساس فان المجرب لايجرب خارطة الطريق التي نسير عليها باتجاه الاختيار الاصلح والاكفا والابتعاد عن الكتل السياسية والشخصيات التي تعمل باجندات خارجية”.
 
الى ذلك رأى المرشح عن تحالف الفتح كريم النوري إن “ما اثير وما اعلن عن ترقب للشعب العراقي لموقف المرجعية الجديد هو موضع اطمئنان بالنسبة لنا فيما تطرحه”، مؤكدا “نحن لا نتكلم عن التسريبات والتحليلات، لكننا نتحدث عن واقع حال، إذ ان كل ما تطرحه المرجعية موضع رضانا، سيما وان المرجعية حكيمة وقد استجبنا لها في قضية داعش وسنتسجيب لها في اي قرار تقرره”.
 
وقال النوري ان “المرجعية لاتشخصن الامور ولاتدخل في القضايا التفصيلية الدقيقة جدا لانها تتكلم عن الاطار العام”، مبينا “نحن مع المرجعية وسنبقى معها”.
 
في حين رأى مراقبون ان الانتخابات الحالية هي الأشرس، قياسا بسابقاتها وان موقف المرجعية الدينية يوم غد سيحمل العديد من المفاجآت.
 
من ناحيته؛ المحلل السياسي سرمد البياتي قال إن “الشعب وكل المواطنين سمعو مقولة (المجرب لايجرب) ولكن الكثير منهم فسروها بتفسيرات اخرى وكل شخص فسرها على وفق ما يريد”.
 
وأضاف ان “المرجعية ستوضح يوم غد الجمعة معنى المجرب لا يجرب ولكن لا استبعد ان تكون هناك قد تكون مفاجآت او رسالة الى بعض من استغلوا ابطال الحشد الشعبي ورسالة الى المواطنين والقوات الامنية”.
 
من جانبه أكد المحلل السياسي، هشام الهاشمي ان “المرجعية ستوضح يوم غد موقفها من مقولة المجرب لا يجرب من جهة الناحية الاشكالية الحاصلة في موضوع استخدام اسم الحشد في الحملات الانتخابية”.
 
وتابع الهاشمي “اتوقع ان الامر سيكون اكثر وضوحا من السابق”، مستدركا أن “المرجعية بشكل عام تقف على مسافة واحدة من الجميع وهي تريد ان تمضي الامور بطريقة صحيحة وسلسة ولا يمكن ان تعمل شيئاً مخالفاً للقناعات”.
 
وأكد ان “المرجعية سترضي الجميع بطريقة واضحة ومحددة لخدمة مصلحة الشعب وان تمضي الانتخابات بطريقة سلسة وشفافة دون استغلال الجهد المالي والتضحيات التي قدمت من اجل تحرير العراق بناء على فتوى الجهاد الكفائي”، مبينا انه “من الصعب الحديث عما سيحصل ولا استطيع ان اقول نيابة عن المرجعية ولا يمكن ان نستبق الاحداث”.

مقالات ذات صلة

إغلاق