اخبار اقتصادية

مدينة البصرة تفوق في ثروتها دولتين عربيتين.. ماذا تعرف عنها؟

أحمد الدباغ

فيحاء العراق ومنبع ثروته، إنها مدينة البصرة، مدينة تقبع في منطقة نفطية تعد من الأغنى في العالم، في هذا التقرير نسلط الضوء على مدينة البصرة وتاريخها ووضعها الحالي، فضلًا عما تزخر به من ثروات ومقارنتها مع دول مجاورة مثل: الإمارات والبحرين والكويت.

البصرة.. الموقع والتاريخ
تقع مدينة البصرة على نهر شط العرب جنوب العراق بين الكويت وإيران، وتعد المنفذ البحري الوحيد في العراق من خلال ميناء أم قصر، لعبت البصرة دورًا مهمًا في التاريخ الإسلامي المبكر، وبنيت عام 636م.

تشترك البصرة في حدود دولية مع السعودية والكويت جنوبًا، وإيران شرقًا، والحدود المحلية لمحافظة البصرة تشترك مع محافظات ذي قار وميسان والمثنى، وتعد البصرة المدينة الثالثة في العراق بعد بغداد والموصل، وتقع على بعد حوالي 67 كيلومترًا من الخليج العربي، وعلى بعد 549 كيلومترًا جنوب العاصمة بغداد، ويقدر عدد سكانها بـ2,600,000، ومساحتها الكلية تقدر بـ19070 كيلومترًا مربعًا حسب آخر إحصائية للجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط العراقية عام 2003.

كانت للبصرة أسماء كثيرة فيما سبق وذكرت بأمهات الكتب، فمن ذلك كان تدعى بـ«الخريبة» قبل الفتح الإسلامي، وذلك لوجود مدينة قديمة خربة قريبة منها، وبعد بنائها سميت بأسماء كثيرة منها أم العراق، وخزانة العرب، وعين الدنيا، وذات الوشامين، والفيحاء، أما اسم البصرة الحالي ففيه الكثير من الأقاويل، ومنها الأرض ذات الحجارة الصغيرة الرخوة المائلة إلى البياض، وردها يعقوب سركيس إلى السريانية، وقال إنها تعني الأقنية أو باصرا أي محل الأكواخ، وقيل إنها سميت بصرة لأنها كانت تقع على مرتفع من الأرض حتى أن من يقف في ذلك الموقع يستطيع أن يرى أو يبصر ما حوله.

شط العرب في البصرة

كانت البصرة قبل الإسلام من ثغور العراق، فيها خليط من أمم شتى من فرس ويونان أحلّهم فيها الإسكندر، وقد نزلها العرب منذ القدم، كما كان فيها أنباط غير قليلين، وكان يرتادها تجار العرب، ومر بها أبو بكر الصديق في الجاهلية مرات عدة أثناء تجارته، بنيت البصرة بعد الإسلام في زمن الخليفة عمر بن الخطاب، وكان الصحابي القائد عتبة بن غزوان -رضي الله عنه- هو من بناها، واختلف المؤرخون في سنة بنائها، بين سنة 14هـ/635م، أو 15هـ، أو 16هـ، أو 17هـ، ومرد ذلك الاختلاف كان التساؤل فيما إذا كانت قد بنيت قبل فتح المدائن عام 16هـ أو بعده، ولكن أغلب المؤرخين يتفقون على أن سيطرة المسلمين عليها كان له الدور الكبير في فتح المدائن.

الثروة النفطية في البصرة
يمتلك العراق ثروة نفطية موزعة في مختلف مناطق البلاد، وتتركز غزارة الإنتاج النفطي في جنوب البلاد، وبصورة خاصة في محافظة البصرة، تضم البصرة الجزء الأكبر من الاحتياطي النفطي العراقي المكتشف حتى الآن، ويصل مجموع الحقول النفطية في المدينة إلى 15 حقلًا نفطيًّا، 10 منها منتجة وقيد العمل، أما الـخمسة الأخرى فما زالت تنتظر الاستثمار والتطوير، يقدر مجموع الاحتياطي النفطي في البصرة بـ65 مليار برميل، بنسبة تقترب من 60% من الاحتياطي النفطي العراقي، ومن أبرز حقول مدينة البصرة:

حقل الرميلة الشمالي، وهو عملاق الحقول العراقية، ويمتد على مساحة واسعة من البصرة شمالًا وحتى دولة الكويت جنوبًا، ولكن الجزء الأعظم منه يقع في العراق، وهو تاسع أعظم حقل نفطي عالمي، ويضم في طبقاته أجود أنواع النفط، ويضم هذا الحقل الآن أكثر من 663 بئرًا منتجة.
حقل آخر لا يقل أهمية عن سابقه، وهو حقل مجنون، وسمي بهذا الاسم لوفرة النفط فيه، وهو حقل عملاق وينتج مؤقتًا حوالي مئة ألف برميل يوميًّا، مع أن طاقته الإنتاجية قد تصل إلى 600 ألف برميل يوميًّا فيما لو استثمر.
حقل غرب القرنة، يمثل هذا الحقل الامتداد الشمالي لحقل الرميلة الشمالي، يعتقد أنه يحتوي على مخزون يقدر بـ24 مليار برميل على الأقل.
حقل نهر عمر، حقل نفطي كبير له مكامن عديدة غير مطورة، وما زال إنتاجه متواضعًا؛ إذ يبلغ حوالي ألف برميل يوميًّا، وقد تصل طاقته بعد التطوير إلى 500 ألف برميل يوميًّا.
حقول أخرى لا تقل أهمية عما سبقها، وهي: حقل الرميلة الجنوبي، وحقل الزبير، وحقل اللحيس، وحقل الطوبة.

 

 

مقالات ذات صلة

إغلاق